أول تلك المعوقات هو :
الفشل في تطبيق العلاج ( مائة بالمائة )
وذلك بأن ينفذ خمسين بالمائة من العلاج أو أكثر أو أقل المهم أنه لا يطبقه كاملا !!
طبعا المقصود بتطبيق العلاج مائة بالمائة هو ( التوقف عن جميع السلوكيات الوسواسية بلا استثناء )
وعدم التنازل أمامها نهائيا مهما واجه من صعوبات .
فالكثير من الإخوة والأخوات يعزم على تطبيق العلاج ثم يطبقه فعلا .. ولكن !!
تبدأ عزيمته بالإنهيار شيئا فشيئا !!
صحيح أنه بدأ بمقاومة الوسواس بشدة
وصحيح أيضا أنه بدأ يشعر بالراحة والطمأنينة .
لكن .. هناك شيء ما ينغص عليه فرحته بالعلاج وهي الأفكار المستمرة والسلوكيات الوسواسية المتكررة !!
فيبدأ بالسؤال عن كيفية مواجهة هذه المشكلة .. حيث أنه يظن أنه قام بعمل العلاج مائة بالمائة !!
فلم لم يذهب الوسواس عنه نهائيا .. ولم لم يحصل على الراحة النهائية التي وعد بها الخبير النفسي2 ؟!!!
فأقول لك أيها الاخ الفاضل وأيتها الأخت الفاضلة :
البرنامج المطروح بفضل الله أتى بنتائج عظيمة جدا لكثير من الإخوة الموسوسين وأولهم كاتب هذه السطور !
ولم نشعر بمعاناة نهائيا بعد تطبيقه أبدا ولله الحمد .. لكننا طبقناه بكل دقة !!
وهذا هو المطلوب ..
أما الإخوة الذين يسألون هذا السؤال أو الذين لم يشعروا بالراحة نهائيا فهم لم يطبقوا البرنامج مائة بالمائة !
بل طبقوا بعض البرنامج فقط .. فلذلك تكون الراحة والطمأنينة على قدر التطبيق .
فتطبيق مائة بالمائة يساوي راحة مائة بالمائة
وتطبيق خمسين بالمائة يساوي راحة خمسين بالمائة
وتطبيق سبعين بالمائة يساوي راحة سبعين بالمائة
وهكذا .. فأنت وضميرك .. حيث أن راحتك بقدر ما تنفذ من العلاج
ولكن قد يتبادر سؤال من هؤلاء ويقولون :
هل معنى كلامك أنه لا يمكننا الاستفادة من هذه الطريقة الجزئية ؟!!
فأقول :
بالطبع لا .
فحتما ستستفيد .. وأنت قد شعرت بالفائدة ولكنها بالطبع فائدة ناقصة
تحتاج إلى بعض الأمور المكملة لها لكي تصبح ذات فائدة كاملة .
فكما تعلمون أن طريقتكم في تطبيق العلاج هي مايلي :
حرب الوسواس شيئا فشيئا تغلبونه مرة ويغلبكم مرات وهكذا .
مع أن المطلوب منكم هو حرب الوسواس بقوة حيث تغلبونه ولا يغلبكم أبدا
ولو حصل أن غلبكم مرة فيجب عليكم أن تزيدوا من عزيمتكم أضعافا مضاعفه
لكي تعوضوا هذا الخلل الطارئ .
ومع هذا فطريقتكم في تطبيق العلاج فعالة أيضا بشرط الانتباه إلى نقطة مهمه وهي :
أن يكون تدرجكم إلى الأعلى فبعد يومين مثلا يجب أن تكون الحرب بينكم وبين الوسواس مناصفة بحيث لا يغلبكم أكثر مما تغلبونه .
ثم بعد ذلك تزيدون من عزيتكم قليلا
حيث تتغلبون عليه ضعف ما يتغلب عليكم
ثم بعد فترة تتغلبون عليه ضعفي تغلبه عليكم
وهكذا حتى إذا مر عليكم أسبوع أو عشرة أيام
يجب عليكم أن تضربوا ضربتكم القاضية !!
وهي استخدام الطريقة الأولى التي أخبرتكم عنها وهي التوقف عن الوسواس بجميع صوره نهائيا .
بل حتى الصور التي تشكون أنها وسواسية .
لكن قد يتبادر إلى أذهانكم سؤال وهو :
لماذا نستخدم الضربة القاضية بعد أسبوع أو عشرة أيام ؟ أليست هذه المدة قصيرة ؟
فأقول :
لا المدة ليست قصيرة ..لأن المفترض أن تبدؤا بضربتكم القاضية منذ البداية
ولكن لما صعبت عليكم فلا مانع من استخدام هذه الطريقة .
لأنه بعد مرور أسبوع أو عشرة أيام
ستبدؤون بالتحرر من القيود التي كانت مفروضة عليكم بسبب الوسواس
وهذا مما يساعد على قوة العزيمة كما لاحظتم
حيث أنكم بعد أن تجاهلتوا الوسواس عدت مرات بدأ الوسواس يتهاوى ويضعف !!
وعزيمتكم تقوى وتشتد
وراحتكم بفضل الله تزيد .
ومن الأمور التي ستكتشفونها شيئا فشيئا هي ضعف الوسواس وسخفه
حيث ستشعرون أحيانا بضيق شديد ووسواس عظيم
ثم بعد أن تحاربوه وتتجاهلوه يزول عنكم بسرعة
وهذا يعطيكم دلالة قوية على ضعفه وهوانه كما أخبرنا الله عز وجل
حيث يقول : ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) .
عند ذلك وبعد مرور أسبوع أو عشرة أيام
ستجتمع لديكم عدت أمور معينة على استخدام الضربة القاضية وهي :
1/ قوة العزيمة التي تزداد يوما بعد يوم .
2/ استنزاف قوة الشيطان وضعف وسوسته مقابل الضربات التي توجهونها إليه مما يجعله يضعف ويترنح .
3/ اكتشافكم ضعف كيد الشيطان وإحساسكم اليقيني بتفاهته .
4/ خروجكم من حالة اليأس المسيطرة عليكم سابقا حيث كنتم تشعرون أنكم ستموتون على هذه الحالة
ولكن بعد العلاج بدأ الأمل قويا بإمكانية الشفاء وتبدد اليأس بفضل الله .
فكل هذه الأمور ستساعدكم على النجاح بالضربة القاضية بإذن الله .
الأمر الأخير الذي أحب أن أنبهكم إليه :
هو أنه يجب عليكم كلما زادت وسوسة الشيطان
أن تزيدوا من عزيمتكم في المقابل
واعلموا أن شدة الوسواس ما هي إلا فرفشة الموت بالنسبة له واعلموا أن النصر صبر ساعة .
وحاولوا أن تكثروا من ذكر الله عز وجل عند اشتداد الوسواس .. وتتوضؤوا وتصلوا ركعتين
وتكثروا من قراءة القرآن .
حتى يتأدب الشيطان ويعلم أنه كلما شد عليكم انصرفتم إلى العبادة فيتحطم ويزداد انهياره .
و إلى اللقاء قريبا لذكر العائق الثاني .