كيف تنعم بالسعادة ؟
ما الذي يجعلك سعيدا ؟؟
هل لديك فكرة عن اسباب سعادتك ؟؟؟
إبحث عن السعادة في أنماط حياتك وروتينك اليومي ، إبحث عن السعادة في بعض الأشياء المتوفره لديك كما هي متوفره للجميع ، هناك الكثير من الأشياء التي قد تكون سببا في سعادتك ، او قتل الكثير من الملل في حياتك اليوميه ،، تعالوا نبحث سويا ، ولنجيب عن هذه الأسئله البسيطه ،،،،
أولا ،، ما هو أهم شيء في حياتك ، الذي قد يجعل من حياتك مرحه ، وتجعلك تنعم بشيء من السعادة ؟
العمل ،، الأمور الماديه ،، العلاقات ،، الإسترخاء ،، القراءه ،، الإستماع للقرآن ، للموسيقى ، هي الإحتمالات البسيطه المتوفره للجميع ، هل من بينها شيء قد يكون سببا بسعادتك ؟ هل جربت أن تمارس أي شيء من هذه الإحتمالات إن لم تكن ماديه ، لتنعم بالسعادة ؟؟
هل فكرت يوما ، أو حاولت إعادة شريط حياتك ، لوقت سعيد مر بك ؟ لن تقول لي أنك لم تكن سعيدا أبدا ، فهذا ضرب من المستحيل ، وبما أنه مرت بك فترات سعيدة ، لنتوقف قليلا ، أعد شريط حياتك الى الوراء ، لنتوقف عند لحظة السعادة تلك التي كنت تعيشها ،، ونسأل أنفسنا :
أين كنا ؟ من كان معنا ؟ ماذا كنا نفعل ؟؟ بماذا كنا نفكر او نشعر لمعرفة اسباب سعادتنا ؟؟
لنسأل سؤال مهم ،،، هل قررت إجراء المزيد من المحاولات لتوفير الوقت او الأسباب التي تجعلك سعيدا ، هل عملت جيدا لتكون السعادة من أهم اولويات حياتك ؟؟
المنغصات كثيره في الحياه ، ولكن بالمقابل ، فإن اسباب السعادة كثيره ، وما علينا غير أن نبحث عن انفسنا بين روتين يومنا الواحد ، لكي نضع يدنا على اسباب الشعور بالسعادة ،،، قد تكون ابسط الأشياء وأصغرها في روتينك هو سببا في سعادتك ،، فلا تهمل شيء ، فالقراءه مثلا لمدة 15 دقيقه قد تكون سببا في سعادتك ، التمشي في البيت او في الشارع او فوق سطح البيت لنصف ساعة قد تكون مولدا للشعور بالسعادة ،، الإستحمام احيانا ورائحة الشامبو والصابون قد يكونو سببا من سعادتك ، شرب الشاي مع الأهل او مع صديق ،، عليك أن تستمتع بهذه اللحظات ، قراءه تمشي إستحمام شرب الشاي ، أي منها ، والأسباب كثيره ،،،
الإستسلام للفكره السلبيه هو سببا رئيسيا من اسباب التعاسه والشعور بالملل ، وحين تجلس او تجلسين في البيت او في أي مكان ، وتبدأ او تبدأين بالتركيز على فكرة سلبيه في حياتك ، فإنما تشتري لنفسك العذاب والتعاسه وجلد الذات ،، تعالو نتحرر قليلا ،، ونعمل على التركيز في ماهو إيجابي في حياتنا ، ومن المستحيل أن لا يكون هناك إيجابيات في الحياة ، فوجود السلبيات تعني وجود الإيجابيات ، لا تعاسه بالمطلق ولا سعادة بالمطلق ، فنحن من نصنع النمطين بأيدينا ،،، تعالو نجلس بهدوء ، نمسك ورقة وقلم ، ونبدأ بكتابة الإيجابيات في حياتنا ، حتى لو كانت لمجرد شرب كأس من الشاي مع صديق او أخ أو أي من الوالدين ، او قراءة كتاب او حتى الإستحمام ،، هناك الكثير من الإيجابيات في حياتك ، تعال نكتبها سويا على ورقة ،، ولنجعلها في متناول اليد بشكل يومي ، نقرأ إيجابياتنا كل يوم ، ونسجل لحظات السعادة واسبابها ،،، ومن أهم الإيجابيات ، الصحة ، العمل ، الحياه الخاصه ، الحب ، الأصدقاء ، العائله ، المال ، الوضع المعيشي ،، إنتظر قليلا ، كن هادئا ، كيف تسير حياتك مع الكثير من الإيجابيات في الحياة والكثير من فرص السعادة ،،،؟؟
السعادة ايها الأعزاء هدف إنساني ، كلنا نبحث عنه كباقي البشر في أرجاء الأرض ، هناك أناس يعتقدون جازمين ان المال وصرف المال وشراء الإحتياجات إنما هو السعادة وليس غيرها ، فهذا يعني أنه لن يكون سعيدا بدون المال ، دون التركيز والتفكير على أسباب قدوم المال ، كالتفكير بعمل جيد مثلا ،، إذا فعلينا أن نركز على العمل الذي يجلب المال ، وليس على المال بحد ذاته ،،
كلنا نسعى لحياة مثاليه ، وظيفة مستقره ، أبناء بصحة جيده ، بيت مثالي مقبول ، علاقات عائليه جيده ، علاقات مع اصدقاء ، نسعى أن نكون مقبولون لدى الأهل والأصدقاء كعلاقات من شأنها مساعدتنا على المضي قدما ، ولكي تساعدنا على توفير شيء من الإستقرار العاطفي ،، ومع كل هذه الخيارات المتوفره ، والأهداف التي يجب النظر إليها كجملة مستهدفه من أجل السعادة ، يقوم البعض بالتركيز على هدف واحد لا غير ، مما يجعله تعيسا لعدم تمكنه من الوصول الى هذا الهدف ، تاركا بين يديه وعلى جنباته الكثير من الأهداف التي تساعده على السعادة ،،،
بوابة الحياة مفتوحة على الكثير من الخيارات ، وعلم النفس الإيحائي يساعدك على الخروج من حالتك ، في حين أن هذه النظريه ليست كافيه بالمطلق مع توفر اسباب كثيره من السعادة من خلال الإيجابيات ، فأنت لن تحصل على كل شيء شأنك شأن الجميع ، ولا تقس نفسك على من تعتقد أنه حصل على كل شيء ، لأنه بالمنطق لا يوجد شخص قد حصل على كل شيء ،،،
فإن حصولك على مجال من ثلاث مجالات يجب أن لا يشعرك بالتعاسه ، واستطاعتك العيش مع القليل من الإحتمالات والإيجابيات أيضا لا يجعلك تعيسا ، فما هو متوفر لديك من مجالات قد لا يتوفر لي ، وما يسعدك قد لا يسعدني ، رغم تشابه المجالات او الكثير من الأسباب في بيوتنا وحياتنا ،،،
ما يجب القناعه به هنا ،، هو عليك الإرتياح مع المجالات المتوفره ، مع الأسباب المتوفره ،،، وهناك إرتباط قوي ما بين إرتياحك لبعض إيجابيات حياتك ، وميلك للسعادة ، إسأل نفسك ،، ماهي الإرتباطات المنطقيه التي ترتبط بها شخصيتك ، لكي تشعر بالسعاة ؟ المال ، الأصدقاء ، الصحه والظروف المعيشيه ، تأكد تماما أن هذه المجالات قد تتوفر لك لتكون سعيدا ، بينما هي بين يدي غيرك ولا يشعر بالسعادة ، وكل هذا نتيجة الأفكار السلبيه التي نركز عليها في حياتنا ،، وعدم البحث عن مجالات اخرى متوفره في حياتنا ،،،
لديك القوة الهائله لكسب السعادة ،، فلا تغلق الأقفال على نفسك ، ولا تغضب ، ولا تكن مع اكثر صفوف البشر تشاؤما لأنك بالأصل لست منهم ، ولا تنتظر المساعدة من أحد ،، وتأكد أن السعادة التي ننشدها ، ليست مجرد ابتسامة على الوجه ،،،
بعض الأشياء التي تجعل مني أنا شخصيا سعيدا ، ولعلها موجودة لديكم ،،،
دعوة شخص عزيز على العشاء او الغداء ، هذا شيء من الكرم ، لأنه بالواقع لن نجلس على وجبة غداء مع انفسنا فقط ، والجميل أن يشاركني هذه الوجبة اللذيذة شخص يشعرني تواجده بالسعادة ،،، لأن الكرم سلطة قويه من السلطات الجالبه للسعادة ايضا ، هكذا اراها انا شخصيا ،،،، ممارسة الكرم يساعد على السعادة ، وليس شرطا وجبة غداء او عشاء ، فقد تكون دعوة على كوب شاي ،، وليش شرطا أن تدعو صديق ، فقد تدعو أحد الأقارب ، او اخوانك او اخواتك المتزوجين الذين يعيشون مع عائلاتهم ،،، جربو هذه الوصفه ،، رائعه ،،، ولا تقل يجب أن اتعلم بريستيج الإستقبالات ، بل قل يجب أن أوفر لهذا الصديق كل الراحة اثناء شربه لكأس الشاي معي ،،،
المال قد يعزز السعادة لديك ، لا أحد ينكر هذا ، ولكن الكثيرون من الأغنياء بقيت سعادتهم ثابته ، لم تزد مع ازدياد المال لديهم ، بل في بعض الأحيان تناقصت درجات السعادة عن البعض منهم ،، وهذا دليل واضح وثابت أن المال لا يزيد من معدلات السعادة ، إرتباطا بالحياه الحقيقيه ،،، العلاقه مع منهم حولك ،، الأهل الأقارب الأصدقاء ،،، ولو أجرينا إستطلاعا على الجميع ، خصوصا عن من لديهم المال ، ستكون الإجابه أن المال يعزز ولا يصنع ، بينما العلاقات الصحيه مع من هم حولي هي السعادة الحقيقيه ،، لأننا نجد عامل براتب متدني يستمتع في سعادته وحياته اكثر من رئيس مجلس إدارة في شركة عظمى ،،، إذا ايها السادة ،، الذكاء الإجتماعي هو المفتاح الحقيقي لخلق الكثير من السعادة ،،،
من خلال تجوالي وسماع الكثير من القصص ،، وجدت أن اسباب التعاسه تكمن في الوضع العائلي كأزواج وزوجات ، عدم الرضى عن الشريك بشكل نهائي ، دون البحث عن أي إيجابيات لهذا الشريك ، ووجدت البعض يشعر بالتعاسه لقلة المال ،، ومنهم بسبب عدم التعلم وإكمال التعليم ،،، فهل هذه الحياة فقط ؟ هل الحياة بمجملها وبكل ما نعيشه هي زواج ومال وتعليم ؟ من كان يشعر بالتعاسه لفشله في مجالاث ثلاث من بين مئات المجالات ، فإنني بكل مصداقيه اقول له أنت مغلق على نفسك ، فالمنفتحون على الحياة ، والقادرون على استخدام باقي المجالات في الحياة ، هم الأكثر سعادة ، فوقوفك امام شجرة من الفاكهة خضراء يجب أن يجعلك تشعر بالسعادة لأنها خضراء ، لا أن تشعر بالتعاسه لعدم وجود فاكهه عليها ،، إبحث عن سر الحياه لا تبحث عن مكملاتها ،،،
ايها الاخوه والأخوات ، تأكدو أن الجمال العاطفي يفوق الف مره من الجمال الظاهر على الوجه ، فكثيرون من الذين حباهم الله بوجه جميل ، لا يتمتعون بالسعادة ، وكثيرون من الذين خلقهم الله بوجه غير جميل ، ينظرون ليلا نهارا الى المرآه ، ويضربون الأبواب ويكسرون الكؤوس غضبا ، ناسين او متناسين أن الجمال العاطفي اجمل الف مرة من جمال قد يزول في أي لحظة ،،، او فتاة لديهم سمنه مفرطه ، تكره نفسها ، وتقضي حياتها متذمرة حانقة لزيادة وزنها ، مما يجعلها تعيسه على الدوام ، متناسية جمالها العاطفي ، وأنها بالإمكان عمل الكثير في إنقاص وزنها وهي في قمة سعادتها حين تكون راضية من الداخل ومقتنعة أنها جميلة ،،،
من السهل أن تتمشى في شوارع الصومال أو كلكتا ، لترى البؤس والفقر على الجميع ، وإفتراش الشوارع في بعض الأحيان ، فهل تعلمون أن أي استبيان مع هذه الجموع البشريه التي تعايش الفقر والبؤس بشكل يومي ، قد يجعل الكثيرون منهم يجيبون بالسعادة ، حتما ليست سعادة غامره ، ولكنها موجودة رغم هذا البؤس ، بكل بساطه لأن البعض يستطيع أن يجيب على السؤال وهو ينظر إلى صحته او علاقاته أو أي مجال يتقنه من مجالات حياته ،،،
الزواج والبحث عن الزواج وكأنه أمر بأيدينا ، فتجد فتاه متشائمه وتعيسه لعدم زواجها ، وكأن الزواج له تاريخ نحن نقرره ونعمل عليه ،، في حين يعتقدن ان الزواج هو سر السعادة ، بينما بالمقابل نجد الكثيرات والكثيرون يرون تعاستهم من خلال حياتهم الزوجيه ،، وهذين النوعين من البشر على خطأ كبير ،، فلا هذا يجعلك سعيدا ولا غيابه يجعلك سعيدا ،، فالسعادة تأتي بالإنفتاح على الحياه وكل المجالات التي من شأنها مساعدتنا على السعادة ،،،
الدين ، والفروض الواجبه إتجاه ربنا ، فالماركسيين يقولون أن الدين أفيون الشعوب ، فهذه الجملة قالوها الجاهلين من اهل ماركس ، معتقدين أن الذين يلتزمون عباداتهم إتجاه الله ، إنما هم مخدرون ، متناسين أن القريب من الله اكثر الناس هدوءا وتمعن ومقدرة على السعادة ،،،
فقال تعالى في سورة الجن (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا )
والدين والتقرب الى الله يجلب التقارب الإجتماعي ايضا ، ومن يعود نفسه على تقديم الدعم للناس سيرى كم السعادة التي تغمره ، لأنه كان سببا بتفريج هم او كربة على إنسان ،،،
وفي النهاية اعزائي ،، من خلال هذا الموضوع المتواضع الذي قمت بعمله خلال الأيام الماضيه ، جراء ما رأيته في ليلة من الليالي ، من الكثير من التعاسه والملل في مشاركاتكم ،، أتمنى أن اكون قد قدمت بضع نصائح للخروج من هذه الدائرة القاتله ،،، متمنيا سماع اخباركم أنكم تجاوزتم آلامكم ، واستطعتم المضي بطريق اكثر وضوح بإتجاه السعادة ،،،،
مع تمنياتي لكم بالسعادة والهدوء
المشرف العام لمنتديات نفــساني
ابراهيم الحوراني