هناك الكثيرون من المشاهير الذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، رغم ان هذا الاضطراب منتشر بشكل كبير بين عامة الناس، خاصة الذين لديهم قابلية عن طريق الوراثة للاصابة بهذا الاضطراب. كثير منهم لا يخفون هذا، ويعترفون بأنهم عانوا كثيراً واثر هذا الاضطراب على حياتهم.
الممثلة الأمريكية الشهيرة ليزا هاملتون والتي شاركت في افلام ومسلسلات أمريكية شهيرة، مثل ترميناتور (Terminator) وهو احد الافلام الشهيرة التي قام ببطولتها الممثل الشهير ارنولد شوارتيزتيغر، حاكم ولاية كليفورنيا حالياً، ومثل اكثر من جزأين من هذا الفيلم وشاركته البطولة ليزا هاملتون. وتروي ليزا هاملتون للمذيعة الأمريكية الشهيرة اوبرى وينفري قصتها مع المرض النفسي. تقول ليزا بأن المرض بدأ معها عندما كانت في الخامسة من عمرها بنوبات غريبة من الحزن والعذلة والانطواء على نفسها، وعدم رغبتها في عمل أي شيء، حتى ان ذلك اثر على تحصيلها الدراسي. وفي سن الثانية والعشرين تم تشخيصها بأنها تعاني من الاكتئاب وتم علاجها بدواء البروزاك الذي ساعدها كثيراً في تخطي مرحلة مهمة من مراحل حياتها. غير انها تقول انها كانت تمر بنوبات هوس لم يستطع أحد ان يشخص هذا الاضطراب إلا في مرحلة متأخرة. وقد كلفها مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب الفشل مرتين عن زوجين بسبب سلوكياتها التي ترافق الهوس. تقول انها لم تكن تعرف بأن ما كانت تعتبر نوبة عصبية هو في الحقيقة مرض عقلي. ففي زواجها الاول كانت عصبية تضرب زوجها اثناء نوبات الهوس، وتصبح عصبية لا تستطيع تحمل أي شيء، وان تصرفاتها كانت توصف عنيفة قاسية. وتضيف بأنها كانت تستمتع بنوبات الهوس (كثير من الاشخاص) الذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يستمتعون بنوبات الهوس، حيث يكون المزاج مرتفعاً بشكل كبير، والشخص لديه طاقة هائلة، ولا يرغب في النوم، بل يكتفي بساعات قليلة من النوم، واحياناً لا ينام لعدة ايام وهذا قد يسبب الوفاة نتيجة عدم تحمل القلب للمجهود الذي يقوم به الشخص. كذلك يكون الشخص الذي يعاني من نوبات هوس لديه كثرة كلام وكثرة حركة ونشاط زائد، وكذلك رغبة جنسية مفرطة، وهذا قد يوقع الشخص في مشاكل بسبب عدم تقديره للمواقف الاخلاقية، ويتجرأ على شخص من الجنس الآخر بأقوال او افعال جنسية..!
تقول الممثلة ليزا هاملتون بأن الاعراض السابقة سببت لها مشاكل مع اصدقائها واقاربها الذين نصحوها بمراجعة طبيب نفسي، واستخدام الادوية النفسية الخاصة بعلاج الهوس، او الاضطراب الوجداني ثنائي القطبين. لكنها رفضت الاعتراف بمرضها، وكذلك رفضت اخذ أي علاج نفسي لانه حسب نظرها بأنها ليست مريضة وليست بحاجة لزيارة طبيب نفسي او تناول دواء نفسي..!
في هذا سبتمبر من هذا العام 2006 نشر في بريطانيا بحث عن الاعراض التي يبدأ بها الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وكان الباحث الرئيس في هذا البحث الدكتور ستيفن هانتولي جونز (Steven Huntley Jones)، من جامعة مانشستر في انجلترا.
كانت الدراسة عن طريق متابعة 25 طفلاً تتراوح اعمارهم ما بين الثالثة عشرة والتاسعة عشرة من والدين مصابين باضطراب الوجداني ثنائي القطب، ومقارنة هذه العينة باثنين وعشرين طفلاً من والدين لا يعانون من أي مرض نفسي او عقلي. وكانت العينتان متماثلتين في جميع الصفات الديموغرافية من عمر والجنس (ذكور واناث)، وتم تطبيق مقياس خاص بقياس الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والفصام، وكذلك تقرير شخصي خاص يقوم بتعبئته الطفل يقيس عدم القدرة على العمل او وجه نظره تجاه قدرته على العمل او الدراسة بشكل طبيعي، وكذلك السلوك من حيث تجاوز اللياقة الاجتماعية او القدرة على تحمل المضايقات من قبل الآخرين وكذلك النوم ومدى تغير النوم. يقوم كل طفل بتعبئة هذه الاستبيانات لمدة اسبوع كامل.
كانت النتائج ان 56٪ من الاطفال الذين والديهم يعانون من اضطراب وجداني ثنائي القطب قالوا بأن هناك تغيراً في المزاج مقارنة ب 59٪ من الاطفال الذين والديهم لا يعانون من أي اضطراب نفسي او عقلي. كذلك فإن هناك اختلافاً بين المجموعتين في القدرة على تحمل مصاعب الحياة وعدم ثبات واستقرار نفسي وكذلك نحو النظرة الى الذات، حيث ان الفريق الاول سجل اضطرابات أعلى من الفريق الثاني (الطبيعي). كذلك عدم القدرة على التخطيط الاستراتيجي والتفكير بصورة جيدة كانت هناك فروقات واضحة بين الفريقين، حيث كان الفريق الثاني اكثر استقراراً. كذلك القدرة على التنظيم والعمل بشكل جيد افضل في الفريق الثاني. ايضاً كانت هناك فروقات في انتظام النوم واضطراباته بين الفريقين حيث كان الفريق الاول اكثر اضطراباً واقل تنظيماً للنوم مقارنةً بالفريق الثاني. فرط النشاط وكثرة الحركة وارتفاع المزاج ايضاً كان اكثر في الفريق الاول.
استنتج هذا البحث بأن العائلات والوراثة لها دور كبير في نقل المرض للابناء من سن صغيرة، وان مراقبة تصرف الاطفال وسلوكهم من الصغر قد يكون مفيداً حتى يبدأ الشخص في العلاج مبكراً قبل ان يؤثر هذا المرض على حياة الشخص كما ذكرت ذلك الممثلة الأمريكية الشهيرة ليزا هاملتون والتي قالت بأن تأثير هذا المرض كان كارثياً..! عليها من طلاق من زوجين بفضائح نتيجة نوبات الهوس المزعجة.
إن ابناء الاشخاص الذين لديهم اضطراب وجداني ثنائي القطب، يجب ان يكونوا تحت الملاحظة، ومتى بدأ ظهور الاعراض عندئذ يجب البدء في العلاج الوقائي لعدم استشراء الحالة المرضية.
إن الخطأ الذي يحدث كثيراً في تشخيص الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، ويعود بأمور سلبية على المريض وعائلته وعلى المجتمع ايضاً، لأن هذا الاضطراب من الاضطرابات المزمنة التي تحتاج الى وقت طويل تحت العلاج، واهمال العلاج قد يؤدي الى سلبيات وضرر في حياة الشخص الذي يعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
إن استخدام العلاج (العقاقير) التي تساعد على الوقاية من تكرار حدوث نوبات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، سواءً نوبات الاكتئاب او الهوس. ان الشخص المصاب بالهوس قد يهمل تناول العلاج، خاصة اذا كان في طور نوبة هوس والتي كثيراً ما تمر على الاهل والاصدقاء المحيطين بالمريض دون ان يدركوا – خاصةً اذا كانت تحدث لأول مرة – بأن هذا المرض، او هذه السلوكيات غير الطبيعية من الشخص هي اعراض مرض وليست جزءاً من شخصيته. وفي كثير من الاوقات يستدعي ان يدخل المريض الى مستشفى امراض نفسية او الى قسم نفسي في مستشفى عام، ويحتاج الى ان يعالج بأدوية مضادة للهوس. هذه الادوية تسمى الادوية المضادة للذهان، وهناك ادوية حديثة ظهرت الآن وتم الاعتراف بها من قبل هيئة الدواء والغذاء الأمريكية كدواء مضاد للهوس مثل الريسبردال والزيبر كسا والسيركويل، وهذه تسمى الادوية غير التقليدية المضادة للذهان، وهي جيدة المفعول ولكنها غالية السعر ولكن اعراضها الجانبية اقل. ويحتاج المريض الى ان يتناول ادوية مضادة لعودة نوبات الاكتئاب والهوس، تسمى مثبتات المزاج. كان في السابق أشهرها الليثيوم، ولكن نظراً للأعراض الجانبية القوية التي يسببها استخدام الليثيوم خاصة على الكلى والغدة الدرقية فقد اصبح الآن قليلاً او نادر الاستخدام. تستخدم الآن ادوية جديدة مثل اللموتروجين والصوديوم فالبرويت والتقريتول وهي ادوية جيدة المفعول واقل اعراض جانبية.